كلمة رئيس لجنة أهالي كفر برعم في مظاهرة 4/8/2012:
أما آن الاوان, لهذا البرعمي المصلوب, ان يترجل بعد طول معاناة؟؟الأحد, 05 آب/أغسطس 2012 06:00 الناطق بإسم لجنة اهالي كفر برعم
طباعة
صاحب السيادة المطران عطا لله حنا- حضرة اعضاء الكنيست المحترمين- حضرة رؤساء الاديان والطوائف، حضرة رئيس وأعضاء لجنة المتابعة العربية - الاخوة اعضاء الجمعيات الاهلية والمدنية، الاخوة والأخوات، ايها المشاركون الكرام.
عاش اباؤنا وأجدادنا في كفر برعم مئات السنين، وأنشئوا فيها مجتمعًا مميزًا خاصًا بهم، فحافظوا على ايمانهم وثقافتهم وتراثهم وتمسكوا به دون انعزال، وتعصبوا له دون عنصريه، فعاشوا مع جيرانهم ومجتمعهم في شراكة حقيقية، وفي عيش مشترك مع اصرارهم على وحدانية تراثهم..
رغم التهجير والاقتلاع، ورغم مصادرة اراضينا، ورغم تدمير بيوتنا، ظنّ الجاني انه بقتل البيوت سينجح بقتل الامل في قلوب البراعمة، فتشوهت البيوت وبقي الامل وتعاظم.
بقي أهلنا وبقينا، على ارتباط روحي وعملي، مع برعم الارض والانسان، صامدون مصرون على العودة اليها والعيش فيها ليس لمطمع مادي، ولا لمكسب مالي، ولا لأجل هياكل بيوت تعزّ علينا، وهي فينا بمنزلة القلب من الجسد، بل من اجل تلك الشراكة بين الارض والانسان البرعمي، ومن اجل ارتباطنا بوطن وبتراث وبتاريخ، ومن اجل ارواح اباءنا واجدادنا الحائمة، الحائمة هناك في سماء كفر برعم تنتظرنا لنعود احياء. ومعكم ايها الاخوة والأخوات، سنضع حجر الاساس لكفر برعم المتجددة.
الاخوة والأخوات
جئنا اليوم، نحن أهالي كفر برعم في جليل الرب، ومعظمنا من الجيل الذي لم يولد في تلك الربوع الطيبة ... لنقول لحكومات اسرائيل على مدى الاربع وستون سنة: خسرتم الرهان.
فقد راهنتم، على أنَّ للزمن دوره، يموت كبار السن، ينسى الصغار، فتتبخر امال المقتلعين المهجرين، وتصبح العودة اخر ما يحلم به الإنسان.
أتعرفون؟، يمكن ان يكون في اسلوبكم هذا وفي تفكيركم بعضٌ من صحيح، ولكن لأسفكم الشديد، ليس هذا هو الحال عند البراعمة، فأجدادنا وابائنا ماتوا على رجاء العودة، ونحن شامخون كشجر الصفصاف واقفون، أما اطفالنا فنغذيهم التعلق وحب برعم مع حليب امهاتهم.
لن يهدأ لنا بال، ولن يضعف أو يستكين برعمي شريف طالما انه بعيدًا عن بيته وأرضه، مرتع تراثه وثقافته وتاريخه. واعلموا انّ لا ظلمَ باقٍ، وأن يوم الحق آت كشروق الشمس لا محالة، فلن يموت حق وراءه مـُطالب.
ولآبائنا واجدادنا الراقدين هناك في مقبرة كفر برعم، وفي شتى مقابر العالم، نقول مجددين العهد: لم ولن نتخلى عن صخر رويتموه بعرقكم فتحوّل تراباً فأزهرت فيه زنابق ورياحين. معًا نقول لهم:
إكراماً لما قاسيتم واحتراماً لذكراكم الطيبة وتضامناً مع حقوقكم - وحقوقنا، ومن اجل انتمائنا للأرض والإنسان، ومن اجل هياكل بيوتنا، وللمحافظة على إرثنا وموروثنا، سنصمد وسنستمر في حمل شعلة النضال من اجل استرجاع حقنا في العودة وبإقامة قريتنا على ارضنا اسوة بباقي القرى.
ونعلنها مجلجلة: اننا واقفون هنا يا كفر برعم، قاعدون هنا، دائمون هنا، خالدون هنا، ولنا هدف واحد: ان نعود، وسنعود.
الاخوة والأخوات
إن الصمود الاسطوري لأهلنا، رغم العذاب والمهانة على درب الالام على مدى اكثر من ستة عقود ونصف، لم يحبط عزيمتهم، فبالرغم من ان اللجنة الحالية واللجان السابقة قد استنفذت كل اسلوب حضاري او قانوني: فلم يتركوا باباً إلا وطرقوه, ولم يألوا جهداً إلا وبذلوه, ولم يستثنوا صانعَ قرارٍ إلا وطرقوا بابه، فالوعود كثيرة والتضامن اكثر، لكن قرار العودة ما زال غائبًا. ونؤكد اننا سنستمر بنضالنا لتحقيق عودتنا. ونسأل:
أما آن الاوان, لهذا البرعمي المصلوب, ان يترجل بعد طول معاناة.؟؟
الاخوة والأخوات.
نتظاهر اليوم مع أصدقاءنا ومناصرينا وشركائنا في العيش المشترك، اهالي حيفا الكرام، هذه المدينة الجميلة، الشامخة، عروس البحر والجبل عاصمة الشمال، والتي نعتبرها بيتنا الثاني فقد قصدها ابائنا مند اكثر من مئة عام للعمل، فأغنتنا بعلم وبمعرفة، وساهمنا في بناءها وتطورها علمياً واجتماعياً وسياسياً، وتشرفنا بان يخدم اثنين منا نوابًا لرئيسي بلديتها في عهد رئيس البلدية عمرام متسناع ورئيس البلدية يونا ياهب.
وأخيرا نتقدم بالشكر لجميع الحضور اللذين تكبدوا مشاق السفر لدعمنا ومؤازرتنا خصوصاً أعضاء الكنيست من كافة الاحزاب ولرئيس وأعضاء لجنة المتابعة ونرفع الشكر لصاحب السيادة والكهنة، وللأخوة الصائمين ونتمنى لكم صيامًا مقبولاً وافطارًا شهيًا، وعيد فطر مبارك....
حيفا 4/8/2012
امرونا بمغادرة كفر برعم ل 14 يوم، وطالت الأيام فصارت