تكريم سيادة المطران بولس الصياح المغادر أبرشية حيفا والاراضي المقدسة للموارنة .
الإثنين, 03 أيلول/سبتمبر 2012 14:11 الناطق بإسم لجنة اهالي كفر برعم
دعا سيادة المطران موسى الحاج (الذي سيم اسقفًا بتاريخ 28/7/2012 على ابرشية حيفا والاراضي المقدسة للموارنة) لجنة اهالي كفر برعم للمشاركة في حفل تكريم لمطران الأبرشية المغادر صاحب السيادة المطران بولس الصياح، في قاعة الجليل قرب حيفا بحضور ومشاركة لفيف من رجال الدين، اصحاب السيادة واباء ورهبان وراهبات، وعدد كبير من العلمانيين من ابناء الابرشية وغيرها.
فشارك عدد من اعضاء لجنة اهالي كفر برعم ممثلين عنها، والقى الناطق باسم اللجنة كلمة شكر لصاحب السيادة المغادر المطران بولس الصياح، وتمّ تقديم هدية رمزية الى سيادته باسم لجنة أبناء كفر برعم لما لسيادته من ايادٍ بيض على قضية كفر برعم.
--------------------------------------------------------------------------------
كلمة لجنة اهالي كفر برعم في وداع سيادة المطران بولس الصياح الكلي الوقار
أصحاب الغبطة والسيادة، الاباء والرهبان والشمامسة الافاضل، الراهبات الفاضلات.
اصحاب السعادة، القاضي وممثلو المؤسسات الرسمية والاهلية.
اصحاب السعادة رؤساء البلديات والمجالس المحلية.
اخواني ابناء ابرشية حيفا والاراضي المقدسة للموارنة.
أهلي ابناء كفر برعم أينما كنتم.
الأخوات والإخوة.
أسعد الله مساءكم.
يلتقي الناسُ احيانـًا بفرحٍ لاستقبال ضيفٍ قادم، مرحبين به داعين له بطول الإقامة بينهم، واحيانـًا يلتقون بمحبةٍ لوداعِ مغادرٍ، داعين بدرب السلامة متمنين له العودةَ، آملين استمرار التواصل معه واللقاء به.
أما اليومَ، فنلتقي بفرحٍ وبمحبةٍ للترحيبِ وللوداعِ معـًا، فيشرفنا استقبالَ ووداعَ راعيي ابرشية حيفا والاراضي المقدسة للموارنة، فنرحب بصاحبِ السيادةِ المطران موسى الحاج الاسقف الثاني على ابرشية حيفا والاراضي المقدسة للموارنة، ونودعُ سيادةَ المطران بولس الصياح، النائب البطريركي العام، أول اسقفٍ على الابرشية وواضع اسسها، فأهلا بك ايها القادم، وسهلا بدربك ايها المغادر، رعاكما الله ورضي عنكما بدعوى "رِضى الله من رضى الوالدين"، اذ يشرفنا ايها الاساقفة الأحباء ان نكون نحن ابناء الابرشية.... الوالدان والاخوة والاخوات والابناء ... أن نكونَ بمنزلةِ اهلكم.
فيا صاحبَ السيادةِ القادم... نحن معك والى جانبك وخلفك بالنور نسير، ولن يقوى العتم مهما اشتد وعربد على قوى النور والخير... ويا صاحب السيادة المغادر... لك شكرَنا ... ومحبتنا، بك نفتخرُ ولك ندعو بطول العمر لمواصلةِ دروب الخير والعطاء.
صاحب السيادة المطران بولس الصياح،
تجمعـُنا - نحن ابناء كفر برعم في جليل الرب - بسيادَتِك صِلاتٌ وعلاقاتٌ مميزة، وكما يقولها اهلنا "علاقة غير شكل". فسيامتـُك كاهنًا في خدمة الرب في السادس من آب من سنة 1967 تمت على يد مثلث الرحمات المطران الياس عبدالله فرح وهو ابن كفر برعم، ويوم سـُلـّمت مفاتيحَ ابرشية حيفا والاراضي المقدسة للموارنة، رافقــَك عميدُ الاساقفة الموارنة المطران الياس فرح ابن كفر برعم، ليسلمَك رعايةَ أهلٍ وقضية، ومن خلال معرفتنا به، لولا معزتك ما كان ليطأ ارضًا اغتصب حكامها حقوق اهلها.
وعندما قررتَ ان تختارَ نائبـًا اسقفيـًا لك في ابرشية حيفا والاراضي المقدسة للموارنة، اخترتَ الاب سليم سوسان ابن كفر برعم، ويوم عيّنت لك أمين سر الابرشية اخترت الاب عفيف مخول وهو ابن كفر برعم، وعندما اخترت سكرتيرًا في النيابة البطريركية اخترت الشماس صبحي مخول ابن كفر برعم.
التقت لجنة اهالي كفر برعم بسيادتك لأول مرّة في اوائل سنة 1997، وطلبتَ منّا ان نعيدَ من جديد على مسامِعَك سرد حكاية التهجير، ففعلنا، وطلبتَ اعداد ملف متكامل عن القضيةِ وعلاقاتِها مع المقامات الدينية العالمية والمارونية والمحلية، فكان ما اردتم، وحَملتَ الملف الى الفاتيكان وقدمتَه الى المواقع ذات الشأن لإحياء القضية هناك من جديد، وقد ضـُم الى ملفات اخرى سبقته.
صاحب السيادة، إننا ابناء كفر برعم لم نسكن منذ تهجيرنا في موقع واحد نحمل اسمه جغرافيًا، بل شـُردنا في شتى بقاع الارض، وبقيت الغالبية العظمى هنا، مهجرين في وطننا، ووقفت كنيسة السيدة في كفر برعم رمزًا حزينًا مهجورًا كدير أسعد السبعلي، شاعر السنديان يوم خاطبه:
يا دير يا مهجور يا دفقة حنين .... عتقت عليك الشمس والوادي حزين ... ما شفت فيك الا شحيمي مشلّعا ... وكمّ ورقا باقيي من السنكسار.
فقد جرت على هياكلها دمعات حزن ساخنة على غياب كهنتها وشمامستها والمصليين، وعدنا في 1972 لنمسح دمعها وندق اجراسها بعد "ما حتْ الجرس والحبل نسّل واهترى" ... فترغلت هياكلها بالترتيل وزغردت جدرانها من جديد مرددة للعذراء مريم "انتِ ملجانا وعليك رجانا".
وجاء فصح 1997 فشرفتنا في كنيسة كفر برعم وصلينا معًا، وكانت العظة عن محبة الارض وعن التمسك بكل ذرة من ترابها وعن الإصرار على العودة، فأنعشتَ الامل في قلب كل مؤمن سمِعك. وبعد الصلاة وقفتَ على رأس الصف الذي لا يعرفه في بلادنا إلا البراعمة، لتُعلنَ قيامة الموتى بقيامة المسيح عزاءً للمحزونين، ولتهنيء الاهل بقيامته، ألم نقل إنّـا اهلك ... وإنك واحدًا منّا؟.
صاحب السيادة، في قلوبنا غبطةٌ ومحبة، وعلى ألسنتا شكرٌ وتقدير، فنحن نثمـّن عاليـًا خطوتكم الحكيمة وبـــُعــد نظركم وجرأتكم، يوم اعلنتم في 1/4/2010 عن كفر برعم رعية مارونية، أختـًا لباقي الرعايا المارونية في الأبرشية، وأسوة بباقي الرعايا الكنسية في العالم، وتمّت تسميتها "رعيـّة السيدة - كفر برعم"، وعَيّنَت لها خادمًا خولته القيام بكل ما تخوله إياه القوانين المرعية الإجراء وتحمله إياه من مسؤوليات. ان هذه الخطوة الحكيمة والجريئة اعطت لقضية كفر برعم زخمًا جديدًا ومكانًا ارفع داخل الكنيسة، وأملا أعظم في قلوب ابنائها، فلك منّا كل الشكر والمحبة.
صاحب السيادة، نشكرك لأنك رافقت البراعمة بصلواتك وشاركتهم نشاطاتهم الدينية والاجتماعية في كفر برعم، وترأست قداديسهم وسرت على رأس مسيرتهم في ذكرى الستين لتهجيرهم، فلم تتعب ولم تمل، وكنت دائمًا تسأل عن كل جديد، وتطمئن عليهم وعلى قضيتهم. وقد ابيت إلا ان ترافق بمحبتك وجهدك ابناء كفر برعم في يوم العرس البرعمي، عندما باركت وكرّمت اللجنة الحالية، ونقلت لها الشعلة في 20/2/2010 في الاحتفال بقداس عيد مار مارون في افضل موقع يليق بها، في كنيسة السيدة في كفر برعم.
لقد زرتنا في كفر برعم في 25/6/2011 يوم كنّا ننظف طرقاتها وازقتها من العشب الذي غطّاها داير مدار، فصلينا معـًا وبعد القداس قمنا معك بجولة في طرقاتها، ووقفنا عند ابواب اهلها، وسلّمنا على كل بيت مررنا به، وكأني بأرواحهم الحائمة في سماء كفر برعم آنذاك، تحييك وتشكرك تستقبل ابنًا وراعيـًا، وختمت زيارتك على مائدة عائلة واحدة موحدة باركتها ببركة الاب الحنون لطعام أبناءه، .. ألم نقل أنك يا صاحب السيادة واحدٌ منّا؟
صاحب السيادة، عشتَ معنا وبيننا ست عشرة عامًا، ولكنك خـَبـِرتَنا بما يفوق الستين عام، فنحن يا صاحب السيادة ابناء كفر برعم، كباقي الناس، فالغالبية المطلقة منّا صامدةٌ وتؤمن بقدسية كفر برعم أرضـًا وانسانـًا، وفينا للأسف من باعها ارضًا وانسانا، وفينا الخير للناس وفينا غير ذلك، وفينا الاعتزاز والشهامة وفينا الانتهاز كباقي الناس، فينا المحبة عملا بقول الرب "أحب الاخرين كما تحب نفسك" وفينا غير ذلك، نقدّر المعروف ونحفظ الجميل وفينا كذلك غير ذلك، فاعذرنا ولا تأخذنا بذنب ما فعل "الغير ذلك" منّا، فإنا كنا وسنبقى الخير والمحبة والتسامح بمقدورنا احتواء "الغير ذلك"، وكان وسيبقى "الغيرُ ذلك" عاجزًا ضعيفـًا، وإن أوهمه الدهر في غفوة من الزمن بانه غير ذلك.
صاحب السيادة:
إننا جزء من أبناء الشرق عامة نفرح لفرحه ونحزن لحزنه، كما واننا جزء من مسيحيه لنا ما لهم وعلينا ما عليهم، فعندما عــُقد السينودوس من اجل مسيحي الشرق في سنة 2010 في الفاتيكان، تمّ تقديم رسالة باسم لجنة اهالي كفر برعم، الى صاحب القداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، وقّع عليها اكثر من خمسين بطريركًا واسقفًا ممن شاركوا في السينودوس داعين قداسته العمل من اجل كفر برعم، ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر: غبطة البطريرك مشيل صباح، وغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للملكيين الكاثوليك، واصحاب السيادة: المطران بشارة الراعي لاحقًا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة، وسيادة النائب البطريركي الماروني على جبة بشري المطران فرنسيس البيسري، وسيادة المطران الياس شقور ابن كفر برعم وغيرهم. لقد مرّت ثلاث سنوات تقريبَا ولم نسمع من الكرسي الرسولي ما يطمئننا ويشد الامل عند اهلنا.
وقد تشرفت لجنة اهالي كفر برعم بلقاء صاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي في عمّان في شهر اذار من هذه السنة، وحتى اليوم لم نسمع جديد على ما سمناه هناك.
أما آن الاوان لهذا البرعمي المصلوب ان يترجل بعد طول معاناة.
إن ابنائَكم واهلَكُم من كفر برعم يحملونكم مع سيادة المطران موسى الحاج رسالةً مفتوحةً الى غبطته والى لفيف الاساقفة والاحبار في الشرق والعالم، ويرون أن تحركًا سريعًا جادًا من قبلكم في الايام القليلة القادمة وجهًا لوجه مع قداسته، من أجله أن يشفي جراحات البراعمة وينهي عذاباتهم، وأن يثبت للبراعمة ومن خلالهم لمسيحي الشرق عامة أن بمقدور الكنيسة الرسولية في روما ان تحمي ابنائها عندما يشتد الخطر، ولتؤكد ان دور البشر في الشرق أهم واعظم من مكانة الحجر.
يا صاحب السيادة
باسم ابناء كفر برعم الصامدين المؤمنين بحقهم، وباسم إخواني في لجنة اهالي كفر برعم، نشكرك يا واحدًا منّا، ونتمنى لسيادتك كل الخير والسعادة والسمو، ونسألك ان تواصل من موقعك الجديد مع غبطته، رعاية كفر برعم واهلها.
الله معك، يطوّل عمرك ويزيدك حكمة وتواضع
كامل يوسف يعقوب
لجنة اهالي كفر برعم
حيفا 2/9/2012
--------------------------------------------------------------------------------
الهدية التذكارية:
عند نهاية الاحتفال قدّمت لجنة أهالي كفر برعم، هدية تذكارية من القيشاني وقد كـُتب عليها:
سيادة المطران بولس الصيّاح النائب البطريركي العام السامي الاحترام
أول أسقف لأبرشية حيفا والأراضي المقدسة للموارنة
نشكر سيادتكم على محبتكم الابوية التي تجلت برعايتكم الحكيمة ومؤازرتكم لهم في التعلق بحقهم والعمل على نيله
أبناؤكم - لجنة أهالي كفر برعم في 2 ايلول 2012
أما الصورة فهي من تصميم الاب سامر زكنون، مصممة من عدة صور التقطها المصور ميشيل مارون مخول، وهي تحتضن صورة كنيسة السيدة في كفر برعم في اعلاها وصور هياكل بيوت كفر برعم المهدمة. اما صورة سيادته فقد التقطت بتاريخ 25-6-2011، يوم زار كفر برعم وتجول في طرقاتها ووقف عند بيوت اهلها.
امرونا بمغادرة كفر برعم ل 14 يوم، وطالت الأيام فصارت