الأمر
في 13/11/1948 أُمر أبناء كفر برعم بمغادرة قريتهم خلال 48 ساعة لمسافة 5 كم نحو الشمال داخل الأراضي اللبنانية، وقد كان هذا الأمر مرعبـًا لأبناء كفر برعم الذين بقوا ببيوتهم وأراضيهم لمدة تزيد على أسبوعين بعد احتلال القرية، وقد أرعبهم هذا الأمر لما حمله من تهديد بالقتل والتنكيل لكل مـَن يخالفه، خاصة وأن أهالي كفر برعم قد بلغهم ما بلغهم عن مذابح وعمليات القتل الانتقامي التي حدثت في المنطقة خلال العمليات العسكرية الأخيرة مثل ما حدث في عين الزيتون، والصفصاف وصلحه وغيرها وفي قرية سعسع في شهر شباط من العام نفسه.ونتيجة لهذا الأمر وكخطوة لتفادي الخطر غادر غالبية الأهالي بيوتهم والتجأوا إلى حقولهم الزراعية ومغوار أراضيهم، وقد ساهم في قرارهم هذا أنهم كانوا في ذروة موسم قطف الزيتون، وقد كانوا يأملون بأن الأمر لا بد إن يتغير خاصة وإنهم كانوا يأملون بأن الدولة الجديدة لن تقوم بما يؤذيهم خاصة وإنها أرسلت موظفيها لإجراء إحصاء سكاني لهم، وقد اضطر البرد القارص والأمطار الجليلية المبكرة البعض إلى العودة لبيوتهم، بعد أن قضى سبعة أطفال من أولادهم من البرد والمطر والجوع. بالرغم من هذا فأن الخطر المتوقـّع - على خلفية الإنذار - بقي قائمـًا.